رمضانيات
من حكم الله سبحانه و تعالى في خلقه أن فضل بعض الناس
على بعض فجعل الأنبياء هم خير البشر و فضل بعض الشهور على بعض فجعل شهر رمضان
المعظم خير شهور السنة كما اختص هذا الشهر
الكريم بليلة هي خير من ألف شهر. و إذا كان الصيام ركنا أساسيا من أركان الإسلام
الحنيف و فرضا على كل مسلم عاقل بالغ يدرك حقوقه و واجباته، فإن بقاءه في شريعة
محمد صلى الله عليه و سلم خير دليل على العناية الربانية بأمة الحبيب عليه أفضل
الصلوات و أزكى التسليم. و ذلك لما في شعيرة الصيام من فوائد صحية للجسد أثبتها
العلم الحديث و الروح التي تنقاد طواعية لأمر ربها فتصفو و تسمو و ترقى. ألم يقل
حبيبنا صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى :"صوموا تصحوا" .
فالنفس عندما تقاوم شهوة البطن و الفرج تتهذب و يستقيم عودها و تعتاد الطاعة و
تنبذ المعصية.
ختاما
ندعو الله أن يثبتنا على الطاعات و ترك المنكرات و الابتعاد عن المحظورات و اللهم
أعد علينا رمضان سنوات عديدة و ألهمنا فعل الخيرات و المواظبة على الطاعات لأن
القليل الدائم خير و أفضل عند الله من الكثير المنقطع كما جاء في الأحاديث النبوية
الشريفة. كما أن الخير لا ينقطع إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.