صفات الاب المتسلط
ولعل اكثر اهتمامي بأنواع الآباء هو اننا دائما ما نلوم الطفل وغالبا لا نتطرق الى الآباء ، السلوك التسلطي او "الابوية" وحب السيطرة يشكل الانموذج التقليدي الابوي وهو الى حد ما مايزال مقبولا ومتبعا في العديد من المجتعات ويمارس في غالب الاحيان من خلال العادات والتقاليد المهيمنة على المجتمع والاسرة المخاوف والمحاذير التي يثيرها السلوك التسلطي عند الاب كثيرة وخطيرة فالسيطرة التي يمارسها من خلال ابوته تجعله يتبنى مواقف معينة ليس لاقتناعع بها لكن فقط "وضيفته الابوية " تفرضها عليه
وتطغى صورة الاب كمؤسسة اجتماعية وتقليدية على صورة الاب الحقيقي والتي تجعله اسير صورة معينة وتدخله غالبا في متاهات صراع نفسي داخلي بين قناعاته والعادات والتقاليد
سلبيات الاب التسلطي:
التعب المستمر :الحرص على الحفاظ على صورته هذه تتعبه كثيرا
نقل الصورة للاجيال : حيث لا تنتهي عند الاب بل تنتقل للابناء ويكون البيت حلبة للصراع
وتكون ردة فعل الابناء هي اما العناد والدفاع عن النفس ضد الاضطهاد واما الخضوع وتشرب السلوك ذاته وفي كلتا الحالتين نجد انفسنا امام سلوكيات تحتاج لمهالجة وتصحيح
تأثير الاضطهاد الطفولي :
شعور الابناء بالاضطهاد اثناء طفولتهم نتيجة تسلط الاب له تأثير كبير على معاملتهم لابنائهم لاحقا
فإما انهم تشربو هذا السلوك فيعيدون انتاجه من جديد واما تغلب عليهم نزعات انتقامية يحاولون افرازها مع ابنائهم واما يحاولون جهدهم عدم نقل الاضطهاد لابنائهم فيؤثر ذلك على مواقفهم اذ لا ينطلقون دوما من هذا الشعور بدل الانطلاق من معايير الحق والصواب ...
سبب قمع الآباء لاطفالهم :
دراسة تؤكد 85% ممن تعرضوا للاضطهاد الطفولي يعيدون ممارسته وحياتهم الاسرية. انت تقول ما قيل لك
انت تعتقد ان ما تفعله هو الشيء الصحيح ، انت تفرغ شحناتك المدخرة
هنا قد تشعر بالذنب بسبب طريقة حديثك مع أطفالك ، احتفظ بهذه الافكار في ذهنك و لا تنسها ، لكن يمكنك أن تفعل أشياء كثيرة لتقهر البرمجة القديمة و تنتصر عليها سواء أكان أطفالك مازالوا صغارا أم أصبحوا اليوم في عداد الراشدين
كاتبة المقال : الاستشارية الاسرية مريم بنبراهيم